عـُلوٌّ في الحياةِ وفـي الممـاتِ
لحقٌ أنـت إحـدى المعجـزات ِ
كأنَّ الناسَ حولكَ حين قامـوا
وفـودُ نَـداك أيـامَ الـصِّـلات ِ
كأنـك قائـمٌ فيهـم خطيـبـا ً
وكلـهُـمُ قـيــامٌ لـلـصـلاة ِ
مددتَ يديـكَ نحوهـُمُ احتفـاءً
كمدهـمـا إليـهـم بالهـبـات ِ
ولما ضاق بطنُ الأرض ِ عن أنْ
يضمَّ عُـلاكَ مـن بعـد الوفـاة ِ
أصاروا الجوَّ قبركَ واستعاضوا
عن الأكفـان ِ ثـوبَ السافيـات ِ
لِعـِظــْمِكَ في النفوس تبيتُ تـُـرْعَى
بــِحـُـرَّاس ٍ وحُــفــَّـاظ ٍ ثــِـقـات ِ
وتـُوقدُ حولـكَ النيـرانُ ليـلا ً
كذلـك كنـتَ أيــام َ الحـيـاة ِ
ركبتَ مطية ً مـن قَبْـلُ زيـدٌ
علاها في السنيـن الماضيـات ِ
وتلـك قضيـة ٌ فيهـا أ نـاسٌ
تباعـدُ عنـك تعييـرَ الـعِـداة ِ
ولم أرَ قبلَ جذعِكَ قــَـط ُّ جذعـا ً
تمكـَّـنَ مـن عنـاق ِالمكرُمـات ِ
أسأتْ إلى النوائب ِ فاستثـارتْ
فأنـتَ قتيـلُ ثـأر ِ النائـبـات ِ
وصيَّرَ دهركَ الإحسـانَ فيـه ِ
إلينـا مـن عظيـم ِالسيـئـات ِ
وكنـتَ لمعشـر ٍ سعـداً فلمـا
مضيـتَ تفرقـوا بالمــُنحسـات ِ
غليلٌ باطنٌ لـك فـي فـؤادي
يـُخفــَّـفُ بالدمـوع ِ الجـاريـات ِ
ولو أني قـدرتُ علـى قيـام ٍ
بفرضِكَ و الحقـوق ِ الواجبـات ِ
ملأتُ الأرضَ من نظم ِ القوافي
ونــُحـْـتُ بهـا خـلافَ النائحـات ِ
ولكني أصَـبِّـرُ عنـكَ نفسـي
مخافـة َ أنْ أ ُعَـدَّ مـن الجــُنـاة ِ
وَمالكَ تربـة ٌ فأقـول َ تـُسْقـَى
لأنكَ نصْـبَ هطـل ِ الهاطـلات ِ
عليكَ تحيـة ُ الرحمـن ِ تـَـتـْرَى
برحمـات ٍ غــواد ٍ رائـحـات ِ
الصلات : العطايا - السافيات : الرياح - زيد : أحد العلويين صـُلبَ أيام الدولة العباسية .
الجذع : الخشبة التي يـُصلبُ عليها المقتول - الهاطلات ُ : السحائبُ الممطرة .