البطالة والتطرف والشذوذ ثالوث يقلق السعوديين.. يتبناه المركز الوطني لأبحاث الشباب
أمين عام المركز لـ«الشرق الأوسط»: سندعم الباحثين المهتمين بإحدى قضايا الأولويات البحثية
|
جانب من حلقة نقاش نظمها المركز قبل أيام مع شريحة من الشباب لمعرفة قضاياهم («الشرق الأوسط») |
|
الدمام: إيمان الخطاف
تربع ثالوث «البطالة» و«التطرف الفكري» و«الشذوذ الجنسي» على رأس أبرز القضايا المقلقة للشباب السعودي حاليا، متقدما على نحو 20 قضية معاصرة، وذلك في استطلاع أجراه المركز الوطني لأبحاث الشباب، بهدف تحديد الأولويات البحثية، حيث تواصل المركز مع الجهات الحكومية والخاصة لمعرفة أبرز القضايا التي يريدون بحثها عن الشباب، ثم عرضت هذه القضايا على شريحة من الشباب والفتيات والخبراء لمعرفة رأيهم فيها، وأخيرا أظهر المركز النتائج التي رصدها في الخطوة الأولى من مشروع تحديد الأولويات البحثية الذي من المنتظر أن يكتمل بعد 6 أشهر تقريبا.
وأوضح الدكتور صالح النصار، أمين عام المركز الوطني لأبحاث الشباب التابع لجامعة الملك سعود بالرياض، هاتفيا لـ«الشرق الأوسط»، أن قائمة الأولويات البحثية ستدعم خطة الأبحاث في المركز، قائلا «نأمل عندما تظهر لائحة دعم البحوث والدراسات حول قضايا الشباب أن تكون هذه الأولويات البحثية هي منطلق في توجيه بحوث أعضاء هيئة التدريس أو طلبة الدراسات العليا»، مؤكدا أن المركز سيقوم بدعم وتسهيل عمل الباحثين المهتمين بإحدى هذه القضايا.
وعن عدد القضايا «الشبابية» التي تم حصرها، أفاد النصار بأنها تراوحت بنحو 20 قضية، جاءت على رأسها البطالة، التي وصفها بأنها «استحوذت على جميع الاهتمامات»، وربما يفسر تسيِّد البطالة على مخاوف شريحة واسعة من الشباب والفتيات ما تكشفه أحدث الاحصاءات الرسمية بأن نسبة البطالة في السعودية تمثل 10 في المائة في مجموعها الكلي، حيث يبلغ معدل البطالة للشباب 6.8 في المائة، بينما ترتفع النسبة بين الفتيات لتصل إلى 26.9 في المائة.
من جهته، تحدث الدكتور نزار الصالح، الأمين العام المساعد للمركز الوطني لأبحاث الشباب، لـ«الشرق الأوسط»، عن ترتيب القضايا بحسب أهميتها، بقوله «تبين التالي: الشباب يرون غياب المهارات، وعدم الحصول على الوظيفة المناسبة، والشذوذ الجنسي من أهم القضايا، والفتيات يرون ضعف مهارات التخطيط للمستقبل والبطالة وضعف الميل للقراءة أكثر أهمية، في حين أن الخبراء يرون البطالة ثم غياب مهارات سوق العمل ثم ضعف مهارات التخطيط».
وعلق الأمين العام المساعد على هذه النتائج، قائلا إنها «تعطي إشارة إلى تباين الاهتمام، خصوصا إذا تم عرض كامل القضايا التي تشمل: التعصب القبلي، والاعتداء الجنسي على الأطفال، وضعف الإبداع، وضعف مهارات التواصل مع الآخرين، وتعاطي المخدرات وغيرها».
وبسؤاله عن الخطوة التالية، أفصح الصالح بأنه سيتم قريبا تطبيق ذات الاستبانة على عدد أكبر وفئات أخرى بحيث تشمل جميع المناطق السعودية، وخبراء في مناطق وتخصصات مختلفة، مضيفا «ثم يعمل تصنيف وتحليل للبيانات واستخراج النتائج وفق محاور متخصصة يمكن عرضها على الجهات الحكومية المتخصصة للتعامل مع تلك القضايا وفق منهج علمي محكم»، وأفصح بأن المدة الزمنية لهذا المشروع تأتي بنحو 6 أشهر، وتابع بأن ذلك سيشمل جميع فئات الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، سواء كانوا متعلمين أو غير متعلمين.
وكان المركز قد نظم مؤخرا حلقة نقاش بعنوان «أولويات البحوث حول قضايا الشباب»، تضمنت توزيع استبانة على الحضور تحتوي أهم القضايا التي رصدها المركز، وبعد تحليل النتائج، بدا ملاحظا تباين الآراء بين الشباب والفتيات حول أكثر القضايا أهمية حسب رؤية الطرفين، ففي حين حظيت البطالة لدى الشباب بالمرتبة الأولى وجاء التطرف الفكري لديهم ثانيا، أعطت الفتيات المرتبة الأولى لضعف مهارات التخطيط للمستقبل، بينما حل العنف الأسري وإهمال المبدعين في المرتبة الثانية لديهن، ثم البطالة، ثم أصدقاء السوء، وأخيرا ضعف الميل للقراءة.
يذكر أن المركز الوطني لأبحاث الشباب الذي أنشىء قبل نحو عامين يهدف لإجراء الدراسات والبحوث العلمية المتخصصة في مختلف قضايا الشباب، ورصد ودراسة القضايا والظواهر والمشكلات الاجتماعية المرتبطة بالشباب، وإجراء البحوث التقويمية للتعرف على مواطن التميز أو القصور ووضع التوصيات والحلول العملية والعلمية لها، ودراسة وضع مشروع وطني للشباب يهدف إلى تعزيز أوجه الرعاية التي يحتاجها الشباب والتعامل مع قضاياهم، إلى جانب وضع قواعد للمعلومات والبيانات لكل ما يتعلق بالشباب السعودي والعمل على تحديثها وتبادلها بين كافة الجهات المهتمة بالشباب.