أن الانسان يسبح خلف اوهامه بقدرة غريزية مجهولة ... من منا يرضى بواقعه ... من منا يتقبل حاضره ..الهروب مرض مزمن فى النفس البشرية ... دائماً نريد الهروب من كل الاشياء .
فهو يهرب من الوحدة بالزواج ومن الفراغ بالعمل ومن الكراهية الى الحب ....دائما يهرب ...ولا يرضى بحياته ... وعندما يهرب .. يهرب مرة اخرى الى ما كان فيه مسبقاً ... فمتى نتقبل القدر ونرضى بالقضاء .
دوماً يطلب المساعدة من الله وبداخله اقتناع تام بانه يتوجب على الله ان يساعده ....ويتسائل ...أن كان الله اوجده فلما لا يساعده ؟؟
ان الانسان مهما بلغ علمه فهو أحمق ... الله خلق الانسان وأستخلفه على الأرض ... والانسان يريد ان يحاسب السماء .
أن الله أكبر من أن يسأل ..فهو منحك الحياة ولم تكن شيئاً .... أعطانا السمع والبصر دون أن ندفع شيئاً ...أعطانا لأنه العاطى ووهبنا لانه الوهاب وطلب منا أن نكون رحماء بيننا وأن نساعد بعضنا البعض ولكننا مزقنا نواميس السماء واحتكرنا الاشياء واستعبدنا الضعفاء وقتلنا الابرياء وكان كل همنا أن يزداد الانسان شقاء ..هل تعلم كم يبلغ عدد التعساء ؟؟
أن الله هو الاعظم ونحن نمتلئ بالحماقة أن ظننا أن الله بحاجة الينا ... والحقيقة ان فينا من يظن ذلك .. الحقيقة أن معظمنا من السفهاء .
الانسان مريض بذاته وقد اخترع من الامراض النفسية عدداً يفوق الحصر ليوهم نفسه بالعظمة وطوال قرون عديدة وهو يتفنن فى خلق سبل الرفاهية وأضفاء نوع من العظمة على الجنس البشرى ... لقد بدأ الانسان منذ زمن تجاوز الخطوط الحمراء ودخل فى دهاليز لايعلمها وأصبح يعبث فيما يفوقه ويتخطى حدوده ... وحتى اليوم لم يجد السعادة ولم ينهى عذابه ولم يتخلص من الشقاء.
أدعى الانسان الالوهية ... ادعى العلم ...ادعى القدرة .. وأحاط نفسه بهالة من الاكاذيب وهو يعلم يقيناُ انه يكذب ولكن لم يتوقف ..... ألحد الانسان وكفر .. قال اننا لسنا بحاجة الى رب وأن الطبيعة هى الأم ... أذن فليدعوا الطبيعة ويتوقف عن طلب عون السماء.
الانسان اكبر مخلوق أنكر فضل خالقه وتجرأ على ربه وعاث فى الارض فساداً ... ومع ذلك رحمة الله موجودة ولم يجف الماء.
لم يكن الهدف من الخلق هو حاجة الله الى من يعبده كما يتوهم السفهاء منا ... أن الله غنى عن العالمين ولكن الله منحنا الفرصة لنثيت اننا الافضل بين مخلوفاته .... كل ما فعلنا أننا تمردنا وانكرنا وكفرنا والحدنا وفعلنا الاشياء المشينة وبعضنا قتل الرسل والانبياء .
بفضل رجال الدين المرتزقة تحولت الكتب السماوية الى مادة للسخرية وتدخلت يد البشر وحولت المقدس الى غير مقدس ليخدموا أنفسهم والملوك والحكام وصنعوا من الدين مهنة ليرتزقوا بها ويتاجروا فيها وحولوا البشر الى أتباع عميان وأعطوا لأنفسهم الوصاية على الناس وأن الطريق الى الله يمر من خلالهم فقط وأفتروا على الله كذباً ولم يعترض أحد .. هل نحن اموات أم أحياء ؟؟
أن علاقة الانسان بالله علاقة متشعبة ... نحن لم نحاول أن نستفيد منها ... فالله معطاء ونحن نمتلئ بالجشع ولا نرضى ابداُ بالعطاء.
الانسان يسعى الى التمرد على خالقه تحت مسميات الحرية والرغبة فى العلم وبعد كل جريمة يرتكبها يدعى البراءة وحاولت مراراً أن افهم ما بداخل النفس البشرية ولكنى كنت اقف حائراً عند البوابة الاولى ... فرغم كل القوة التى فيها الانسان يدعى انة أضعف الضعفاء .
مراجعة التاريخ البشرى أمر مزعج للغاية .... لقد قام الانسان بعدد لا حصر له من الثورات والحروب ضدد ابناء جنسه وباسباب متعددة وشعارات مختلفة ... دفاعاُ عن الحرية ...دفاعاُ عن العقيدة ...دفاعاً عن الارض وأيضاً رغبة فى التوسع والاستعمار والاستكشاف وكل ثورة كان لها نبى وكل منهم خان دستور الثورة وتحول الى طاغية .. أذن الانسان يسعى لسلطة والسلطة نوعاً من الظلم والظلم ينتج عنه ثورة والثورات لم تلد الا الطغاة ... نفهم من ذلك أن كل الثورات باطلة والانسان أعظم منافق ولم يتعلم شيئاً من التاريخ وكان دوماً يكرر الاخطاء ويستسلم للشعارات ويموت من أجل لا شئ فلم تنتهى الثورات ولم نعد نفرق الطغاة من الاحرار فالجميع أصبحوا شهداء .
الانسان هو أكثر مخلوقات الله تعقيدا فى تكوينه ومبراراته ... فهو يقتل اخيه ويحاكم ويشنق وأيضاً من الممكن أن يقتل أخيه وينال العطايا والجوائز أن كان ذلك يرضى الحاكم وأيضاً يقتل أخيه ثم يقتل نفسه أحساسا بالذنب أو يقتل الاخرين لمجرد الاحساس بمتعة القتل ويقتل أخيه أيضاً للتقرب من الرب أو الشيطان كما يدعى ويبكى ويضحك ويسخر ويصرح فى نفس الوقت ... أنه قاتل متعدد المشاعر ويجيد تفسير الاشياء .
يبحث الانسان عن المال والسلطة والمتعة ويرتكب من أجلهم كل الخطايا وينكر وجود الله .. ومتى وصل الي المال يقول أنه عصامى وفعل كل ذلك بمفرده وأنه مكافح ويستحق أكثر من ذلك ... ويستمر فى سفك الدماء حتى يصل الى السلطة ويذبح كل من حوله من اجل أهدافه ومتى وصل الى السلطة يذداد جشعاً فى المال ويقتل كل من يفكر أن يعترض ... كل بقعة فى الارض خرج من أحشاءها طاغية ومستبد ولا توجد أرض لم ترتوى بدماء الجوعى والاحرار وايضاً كان القتلة من أبناء جنسناً ... فهل يستحق الانسان الرثاء...؟؟؟