???? زائر
| موضوع: من عاد لى وليا فقد السبت فبراير 27, 2010 6:55 am | |
| هذا هو الموضع الذي أعلن الله تعالى فيه الحرب صراحة على أحد من خلقه, فالموضِع الأول كما أسلفنا عن الذين يتعاملون بالربا ( تحدثنا عنه في مقال بعنوان –واعتبروا –)
والموضِع الذي بين أيدينا الآن هو :الذين يعادون أولياء الله تعالى , ويعلنون هذا العداء , فقد توعّدهم الله تعالى أنه أعلن الحرب عليهم , فتعالوا نبدأ بالدليل الذي أورد لنا هذا :
أخرج البخاري في صحيحه – (كتاب الرقاق-باب التواضع رقم 6137) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله – تعالى - قال:
من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذ ني لأعيذنَّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته).
فمن هو الولي ؟ وما الأفعال التي جعلته ينال هذه المرتبة عند الله حتى أنّ الله تبارك وتعالى يعلن الحرب على من يعاديه ؟
المتفحص في معاني هذا الحديث الشريف يجد أنه يعدد صفات الولي من أول التزامه بأداء الفرائض ,وتقربه بفعل النوافل حتى صار عبداً ربانياً , يقول للشيء كن فيكون, حتى أن الله تبارك وتعالى , ليكره مساءته بقبض روحه.
هذا من الأحاديث القدسية التي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة تبارك وتعالى ,والمراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته ,
وبمعنى آخر الولي هو :
المؤمن التقي الملتزم بحدود شرع الله تعالى فعلاً للواجبات وتركاً للمنهيات ,وهو الذي قال الله تعال فيه [(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)] سورة يونس الآيات ( 62-64 ) .
والأولياء درجات ولكلٍ صفاتها وتصنيفها وجزاؤها
فالصنف الأول من أولياء الله تعالى هم:
المقربون يقول الله تعالى في الحديث القدسي الذي بين أيدينا ( وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) وصفاتهم أنهم طلبوا القربى من الله تعالى بما يحبه سبحانه وهو فعل الفرائض , عيناً كانت أوكفاية , وأداء الحقوق إلى أصحابها ,وبرّ الوالدين , وجاهدوا وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر , واجتنبوا مانهى الله عنه , وابتعدوا عن الشبهات , فهذه درجة المقربين من أصحاب اليمين , ولا ينالها إلا من أدى الفرائض , وترك النواهي .
الصنف الثاني من أولياء الله هم :
السابقون , وصفاتهم أنهم قد فعلوا كل مافعله المقربون من أداء الفرائض واجتناب النواهي والبعد عن الشبهوات , غير أنهم ازدادوا من لله تعالى قرباً , بفعل النوافل وقد أشار الله تعالى إليهم في الحديث قائلا سبحانه ( ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ) والنوافل هي مايؤدى تطوعاً من كل أنواع العبادات وغيرها مما ينفع الناس,وبها يحب الله عبده فيصير من أوليائه وأصفيائه , الذين يحبهم ويحبونه , وهذه أعلى الدرجات وهي درجة السابقون المقربون .إلى الله تعالى المشمولون بحفظه ورعايته ,
فماذا يكون إن أحبهم الله تعالى ؟
(فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها , ورجله التي يمشي بها ) وفي رواية أحمد والبيهقي عن عائشة في الزهد .
( وفؤاده الذي يعقل به ولسانه الذي يتكلم به ) أي أنه كان في حفظ الله وكنفه فيحفظه الله تعالى من كل محرم في السماع والإبصار أو البطش أو المشي أو الكلام , فلا يسمع إلا مايرضي الله ولا يمدن عينيه إلى محرم , ولا يصنع بيديه إلا مايرضي ربه, ولا يتكلم إلا بما فيه خير وصلاح وإصلاح فيكون قد سلم الناس من لسانه ويده , ولا يمشي إلى معصية ولا يفكر فيها , فيكون قد حاز رضى الله تعالى , فيحفظ جوارحه عن المحرمات , وييسر له سبل الطاعات .
وهناك المزيد :
( ولئن سألني لأعطينه , ولئن استعاذني لأعيذنه ) وهنا يصل إلى أعلى درجات القربى من الله في الدنيا , درجة لاتُعطى إلا للأنبياء والمرسلين ألا وهي : استجابة الدعاء , فعندها يكون العبد مستجاب الدعوة , سواء أكانت هذه الدعوة دنيوية أو أخروية ,فإذا سأل أُعطى وإذا دعا أُجيب ,وإذا استعاذ من شيء أُعيذ وعُصم .
ولكن هناك المزيد :يقول تعالى في الحديث(وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته).
ماهذا الرضا وهذا الفضل العظيم, الله تعالى يكره أن يُسيء إلى هذا الولي حتى عند قبض روحه , إنه بعد موته يصير في كنف الله ولقاء الله ونعيم الله فلماذا يتردد رب العزة في قبض روحه ؟ إنه الحب للعبد فلما داوم العبد على الطاعة وكره المعصية فابتعد عنها داوم الله تعالى على حبه ورضاه فلم يرد الله أن يقبض روحه لعدم مساءته .. ولكنه انقضاء الأجل , فإن أجل الله لا يُأخر....... ولكن قد يعاديه الأعداء من أجل مودته لله تعالى ,مع أنّ الولي من شأنه الحلم والصفح ,وليست هذه المعاداة إلا لقربه من ربه !!!
فبالله عليكم من يستطع أن يعادى هذا الولي الذي يكره الله مساءته ,ويسميه بمسميات من وجهة نظره أنها تحط من شأنه , ووالله إنّ هذه الصفات لاتزد الولي إلا عزة عند الله تعالى, فمنهم من يسمونه صوفياً ,والإسلام كله تصوف لو علموا معنى التصوف الحقيقي , ومنهم من يسمونه بغير ذلك من الأسماء أو يصفونه بصفات لاداعي لذكرها , فإن العلم بها لايفيد , كما أن الجهل بها لايضر , المهم أن يحذر الذين يعادون أولياء الله ,ويعادون المتحدثين بشرع الله الذين يدعون إلى الله على بصيرة وأقول لهم أن لحوم العلماء مسمومة فاحذروا, وصدق الله تعالى إذ يقول في كتابه العزيز ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) البروج آية-8....
وإليكم الجزاء يامن تعادون أولياء الله :
فالحديث تضمن التحذير من إيذاء قلوب أولياء الله تعالى قال الله تعالى في الحديث ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) أي أعلمته بالهلاك والانتقام ,وفي رواية لأحمد من آذى لي وليا, وفي حديث ميمونة مثله فقد استحل محاربتي, وفي رواية وهب بن منبه موقوفا( قال الله من أهان ولي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة ),وفي حديث معاذ فقد بارز الله بالمحاربة ,وفي حديث أبي أمامة وأنس فقد بارزني , وقد استشكل وقوع المحاربة ,
وهي مفاعلة من الجانبين , فكيف يكون الحرب بين الله وبين العبد مع أن العبد مخلوق في أسر الخالق, والجواب أنه من المخاطبة بما يفهم فإن الحرب تنشأ عن العداوة ,والعداوة تنشأ عن المخالفة ,وغاية الحرب الهلاك والله لا يغلبه غالب ,فكأن المعنى فقد تعرض لإهلاكي إياه فأطلق الحرب وأراد لازمه ,أي أفعل به ما يفعله العدو المحارب, و في هذا تهديد شديد لأن من حاربه الله أهلكه ,وهو من المجاز البليغ لأن من كره من أحب الله خالف الله ,ومن خالف الله عانده ,ومن عانده أهلكه ,
وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة ,فمن والى أولياء الله أكرمه الله ,وقال الطوفي لما كان ولي الله من تولى الله بالطاعة والتقوى تولاه الله بالحفظ والنصرة ,وقد أجرى الله العادة بأن عدو العدو صديق وصديق العدو عدو, فعدو ولي الله عدو الله, فمن عاداه كان كمن حاربه, ومن حاربه فكأنما حارب الله تعالى .............
فإياك أخي فالله أن تعادي من أحب الله , حتى لاتقع في غضب الله تعالى وتبغض أولياءه, فيشن الله تعالى عليك حربا بأضعف جنده , فيجعلك كهشيم المحتظر و ولا يخفى علينا ما فعله الحجاج بن يوسف الثقفي مع سعيد بن جبير , فلمّا أراد قتله دعا سعيد عليه قائلاٍ اللهم لا تسلطه على أحد بعدي ,فمات بعد أيام بعد أن أصابت البرودة أطرافه
فإذا هدئ ونام قليلاً قام من نومه مذعورا قائلأ : مالي ولسعيد بن جبير , مالي ولسعيد بن جبير وظل هكذا حتى مات ....
|
|
سماح مشرف
عدد المساهمات : 1881 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 15/12/2009 العمر : 38 الموقع : القاهرة
| موضوع: رد: من عاد لى وليا فقد الإثنين مارس 01, 2010 8:45 am | |
| ياااااااه موضوع جميل جدا جدا تسلم ايديك ويارب إجعلنا من المقربين اليك
عدل سابقا من قبل سماح محمود في الثلاثاء مارس 02, 2010 5:16 am عدل 1 مرات | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: من عاد لى وليا فقد الإثنين مارس 01, 2010 11:21 am | |
| |
|