ذكرى جميله

زائر

[size=24]عندما أطل فجر ذلك اليوم, وبدأت مساحات الضياء تبدد الظلمة إلا من بعض الجيوب المبعثرة كأشلاء مهزومة في ساحة المعركة,

كانت السيارة التي تقلني مع زملائي تتعثر في التعرف على معالم الطريق التي
أتخمتها حفر الانفجارات والقذائف, وبددت الكثير من تفاصيلها.‏

لم أكن أتخيل حينها أنني أستطيع أن أسجل كل تلك التفاصيل في ذاكرة يوم
جميل وطويل, امتد حتى ساعة متأخرة لم نلحظ خلاله غياب الشمس ولم نشعر
بقدوم الليل, لأن اشراقات الفرح التي ارتسمت على وجوه اللبنانيين, ولقاءات
الأحبة والأهل وأهازيج الترحيب التي ملأت الساحات والبيوت, لم تترك لنا
الفرصة.‏

كان ذلك قبل ست سنوات, حين قدر لي أن أتابع تفاصيل الحدث من جنوب لبنان,
وأن أرقب طرقاته الطويلة (المتعرجة والمتداخلة في سهوله وجباله وتلاله,
وهي ترسم لوحة أخرى غير تلك التي راهن عليها الكثيرون)‏

كانت مجموعات صغيرة من شبان بعمر الورود, وبصلابة الفولاذ واثقة, شامخة,
تلم بكل تلك التفاصيل, تسبقنا بعشرات الأمتار, وأحياناً بأمتار قليلة,
تتفحص ثنايا الطرقات وتلاحق الفلول المنهزمة الهاربة التي كنا نلمح بين
الحين والآخر ظلالها المنزوية تتراكض في المدى القريب منا لا تلوي على
شيء.. سوى الفرار قبل أن تشرق الشمس.‏

رغم ثقتي بأن الهزيمة الاسرائيلية واقعة لا محالة, ولكني حتى تلك اللحظة
لم أكن قد شعرت بها أو لمستها على أرض الواقع, ولكن حين دخلت الى المهاجع
المهجورة, إلا من البقايا المتروكة على عجل أيقنت معناها, فقد رأيت الأسرة
والحاجات والعتاد والألبسة والصور التي خلفها جنود هاربون, وعندما دخلت
المواقع والثكنات والمكاتب رأيت تفاصيلها بوضوح أكثر ولمست معناها بعمق
أكبر.‏

[size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16]
على امتداد القرى والبلدات والمدن , وعلى طول الشوارع والطرقات, كاد
المشهد أن يتطابق.. في الصباح الباكر.. نسوة ترش الورد والرز وشيوخ حملت
عكاكيزها الى الساحات تستطلع الرؤى وتقيم حلقات متداخلة من النقاش, تتبادل
التهاني والتفاصيل الأخرى التي طواها الليل قبل انبلاج الفجر.. عند
الظهيرة كانت قوافل العائدين الى منازلهم وبيوتهم وحتى بساتينهم وحقولهم
رغم آذيات الالغام,قد شكلت مشهدا اخر... زينتها تحية الفرح المرتسمة على
الجباه,أو شارات النصر ترسمها اصابع الاطفال والكبار على حد سواء.‏

وفي المساء كانت المآذن والاجراس تعلن الفرح بطريقتها, وفي داخل المساجد
والكنائس كانت الصالات المفروشة بالمحبة تعلن التآخي والتلاقي بين ابناء
الشعب الواحد.‏

ثمة روايات كثيرة لقرى وبلدات , وحكايات لآباء وأمهات كاد الفراق الطويل
ان يغرقهم في النسيان , لكنه لم يشعرهم للحظة باليأس ولا بالإحباط,كانت
عكاكيزهم المتسمرة في الارض تحكي صلابة العنفوان الذي لا بد ان
ينتصر,وكانت زوادة الأم التي تهرب عبر الوديان والمنحدرات لرجال المقاومة
ذخيرتهم التي لا تتعب , تلك بعض التفاصيل في ذاكرة ذلك اليوم ولا تزال
تحاكي صفحات من التاريخ رغم الغيوم الداكنة والمتلبدة تعلن الاشراقة من
خلفها ولو بعد حين .....‏

منقول

اكيد اى موقف سعبد يمر على الانسان بعد حزن والم
بيكون له ذكرى
وخصوصا ذكرى فرحة الانتصار على الاعداء
ما احلاها من ذكرى
وعقبال ذكرى فرحة انتصار اهلنا فى فلسطين على اعدائنا
وده الفرحة الكبرى الى ما بعدها فرحة
تسلم على مواضيعك الى كلها مشاعر جميلة
واحساس رائع
موضوع جميل بجد

بجد موضوعك دة مش حلو دا حاجة اكتر من كدة بكتير
ربنا يوفقك في اختياراتك

زائر

بجد تسلم ايدك يا كبير

موضوع فعلا جامد اوى

يارب ديما فى تقدم

تسلم ايدك

موضوع: رد: ذكرى جميله الخميس ديسمبر 31, 2009 7:27 am

تسلم ايدك ياباشا
فعلا حاجة مؤثرة واكيد طبعا اى حزن بيكونله ذكرى واى فرح بيكونله ذكرى اقوى جوانا
مشكوووووووووووووووور على القصة

زائر

اشكركم جميعا على المرور بارك الله فيكم