سماح مشرف
عدد المساهمات : 1881 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 15/12/2009 العمر : 39 الموقع : القاهرة
| موضوع: أين كانت نفوسنا قبل أن تولد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الأحد يوليو 18, 2010 6:11 am | |
| السلام عليكم ورحمه الله
أين كانت نفوسنا قبل ان تولد؟ اتلفت حولى دائما فى دهشه متأملا اختلاف الطبائع فى صنوف الحيوان .... مكر الثعلب , ووفاء الكلب , وشجاعه الاسد , واندفاع الثور , وصبر النمله وتحمل الحمار , وغضبه الجمل , وانتقام الفيل , ووداعه الحمامه , ورقه الغزاله , وتلون الحرباء , وغدر النمر , ولؤم الضبع ودناءه الخنزير
فارى كل هذه الطبائع التى تفرقت فى الحيوانات قد تجمعت فى الانسان , واحيانا تجتمع كلها فى انسان واحد وتختلف عليه باختلاف المناسبات . وفى داخل الانسان ارى السموات برعودها وصواعقها وبرقها ورياحها , وفى باطنه ايضا احس بثوره البركان
وتصدع الزلازل وهدوء البحر , ... ومثل البحر اراه يخفى فى داخله الثعابين , واسماك القرش بل وربما الحيتان القاتله ايضا , واحيانا المرجان واللؤلؤ والياقوت ,
وفى جسده تراب الارض . وتثاقلها . ورخاوتها . وصلابتها . ورمالها الناعمه وارى جسده ايضا مثل الارض يهوى التلقيح والاخصاب وينبت الورود الناعمه واحيانا الاشجار الضخمه. ولهذا يقول العارفون بالله .. ان كل مانرى فى صفحات الكون متفرقا بين حيوان ونبات وجماد نجده مجتمع فى كتاب واحد اسمه الانسان , ولهذا اسجد الله الملائكه لهذا الانسان واعطاه الخلافه والحاكميه وحفه باسماءه الحسنى ترعاه بحقائقها وتحفظه باسرارها . وقال العارفون ان الانسان هو المراد من خلق الكون كله وان صفوه البشر هم الانياء وصفوه الانبياء هو خاتمهم . محمد عليه الصلاه والسلام فهو الانسان الكامل المراد من جنس الانسان على الاطلاق وهو النبى الخاتم الذى اجتمعت له مفاتيح المعرفه وكنوز الرحمه ومقام الشفاعه وانوار الهدايه وتميز على الكل بانه على خلق عظيم
قال عز وجل (وأنك لعلى خلق عظيم ) وقال جل من قائل (ان الله وملائكته يصلون على النبى ياأيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
فتلك صلوات من العظيم على رسوله وامر من الله ان يصلى عليه الملا الاعلى كله , فتلك خصوصيه انفرد بها سيد البشر . وكما انفرد نبينا عليه الصلاه والسلام بانه سيد البشر انفردت مريم بين النساء بانها افضل نساء العالمين . كما انفرد كل نبى بمقام
فهذا موسى الكليم , وهذا ابراهيم الخليل , وهذا عيسى كلمه الله القاها الى مريم وروح منه . ويسال السائل , لماذا خلق هذا نبيا وذاك ملاكا وذاكا شيطانا ولماذا اختلف الناس الى نبلاء وسفله
ولماذا جاء هذا المخلوق نمله وجاء الاخر صرصار وجاء الثالث جراده وجاء الرابع خنزير ؟ ولماذا اختص الله انسانا بالولايه , واختص اخر بالغوايه ,.
ويقول الله تعالى (وما خلقنا السموات والارض ومابينهما الا بالحق ) (الحجر 85)
اى ما اعطينا هذا الخنزير خلقته الخنزيريه الا لان نفسه خنزيريه لاتقبل الا هذه الصوره فجاء اختلاف الرتب بين الخلائق على استحقاقات ازليه وماجعلنا ابليس شيطانا الا لانه لايصلح الا للغوايه وكان قبل ذلك بين الملائكه ولكنه استكبر .
يقول الله تعالى ( ان عرضنا الامانه على السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ) ( الاحزاب 72 )
وكانما كان كل شىء بعرض , وكل شىء باختيار , وكانما كانت كل الحقائق معروضه واختار كل شىء حقيقته وقبلت بعض النفوس الحقائق الملكوتيه ولم تقبل النفوس الاخرى الا الصفات السفليه التى تشاكلها
معلومه ( يقول ابن عربى ان النفوس كانت كلها اعيانا فى العدم لها ثبوت وصف ولها تشخيص ازلى قديم لايعلم به الا الله هو وحده الذى احاط بصفاتها فى حال عدمها وعلم مقام كل نفس وما تستحقه وماجاءت الدنيا بعد ذلك الا تحصيل حاصل لهذا العلم الالهى )
فى البدء كان الله ولاشى معه , انما هيا اشياء يبديها ويبتديها هى اشياء اخرجها الله من الخفاء والعدم الى الظهور والوجود واعطى كل شىء اللبسه الوجوديه التى يستحقها
فخلق كل شىء بالحق وادار الله عجله الزمن لتكون قصه البلاء والامتحان وليرى كل واحد من نفسه الاشياء التى كان ينكرها ويعلم المجرم انه مجرم والامين انه امين وكانت الدنيا هي المقدمه وسجل الاعمال
لتكون منازل الاخره بعد ذلك منازل عدل لامراء فيه ويرى كل واحد نفسه على حقيقته
( اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) ( الاسراء 14 )
قد نسطيع ان نمثل على بعضنا ادوارا لبعض الوقت وقد يلبس كل واحد غير لبسه ويظهر فى غير ثوبه ويرتفع الى اعلى من منزلته ولكن مايلبث ان تفتضح الحقيقه لان الزمن متقلب والنفس يزج بها فى مازق بعد مازق حتى تفتضح رغم انفها فلا مفر فى النهايه من ان تكون غير نفسك وان تظهر خبيئتك التى اخفيتها طوال عمرك ولا يستطيع احد ان يمكر على الله الذى بيده ملكوت كل شىء والذى يعلم السر واخفى
اما حكايه نفوسنا التى كانت اعيانا فى العدم (بوصفها وتشخصها منذ الازل ) فهى السر الاعظم الذى لامدخل لاحد عليه ,,
يقول ربنا (اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيا ) ( مريم 67 )
ويقول عز وجل فى ايه اخرى 0(انما قولنا لشىء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون ) ( النحل 40) | |
|